Friday, August 18, 2006

إضاءات نقدية في كتاب بلاغة الخطاب وعلم النص لصلاح فضل-

تمهيد -

يتكون هذا الكتاب (بلاغة الخطاب وعلم النص)* من خمسة أبواب يحوي كل منها عدة فصول تشكل محتوى الكتاب. وهذه الأبواب هي:
الباب الأول: تحول الأنساق المعرفية
الباب الثاني: بلاغة الخطاب
الباب الثالث: الأشكال البلاغية
الباب الرابع: نحو علم النص
الباب الخامس: تحليل النص السردي
حيث جعل الكاتب كل باب من هذه الأبواب تمهيدا للباب اللاحق، وأساسا نظريا لا بد منه حتى تكون صورة بلاغة الخطاب جلية بعد تتبع عمليات تحولها.

وفيما يلي عرض مختصر لمحتوى هذه الأبواب حاولنا فيه تتبع أبرز الأفكار التي عرضها الكاتب في كل باب حتى يتشكل لنا المفهوم لبلاغة الخطاب وعلم النص.

× عرض الكتاب:
- الباب الأول : الأنساق المعرفية ( )

ربط مفهوم النسق المعرفي في الفكر الحديث بالبحوث التي قدمتها دراسة الأطر الاجتماعية للمعرفة، وتأسيس هذا المفهوم في بحث الظواهر البلاغية والأدبية ضروري لمتابعة التحولات التي تفرض على الباحث اتخاذ موقف منهجي في التعامل مع المادة التي يدرسها.

ومن هنا فإن بلاغة الخطاب لا تقع في منطقة فلسفة العلوم بل تدور في فلك علوم الاتصال التي تخضع لمنطق استدلالي علمي. وبالتالي فإن المقولات والوحدات والمستويات الداخلة في نظريات البلاغة والسرد تختلف عن تلك التي تستخدم في النحو والدلالة والتحليل التداولي للغات الطبيعية. ولاحظ الباحثون في الغرب أن القدر الأوفر من الدراسات الهامة المتعلقة بالخطاب قد أجري خارج نطاق علم اللغة، خاصة في علوم مثل: الأنثروبولوجيا والاجتماع، بالإضافة للبلاغة الجديدة والشعرية. ونشأ علم هام يسمى ( إثنوجرافيا الكلام ) حيث تدرس الأنماط المختلفة للخطابات المستعملة في الثقافات العديدة مثل: القص واللغز واللعب بالكلمات والسباب وغيرها من أساليب السرد والأسطورة.

وهكذا، فإن نظرية الخطاب اللغوية تقوم بوظيفتها كأساس ملائم لدراسة الوظائف والأبنية المحددة. فعلى سبيل المثال ينبغي أن ترتبط مقولات السرد ووحداته بشكل واضح بمستوى الدلالة الكبرى للخطاب، وبالطريقة نفسها؛ فإن بعض العمليات الأسلوبية الأدبية تتمثل على وجه التحديد في تغيير قواعد الترابط والتماسك وشروطها العامة للنص الأدبي.

وقد قسم صلاح فضل هذا الباب إلى الفصول التالية ليتلاءم مع معطياته. وهذه الفصول هي:
الفصل الأول: نظرية اللغة ( )

نظرا لأن الخطاب النصي يتشكل من أبنية لغوية فإن أي مقاربة علمية ينبغي أن تتأسس على اللغة . ناهيك أن نظرية اللغة تقع في ذروة النسق المعرفي المتصل بالبلاغة والأدب. وأهم ما ناقشه صلاح فضل في هذا الفصل عدد من النظريات أهمها نظرية ( دي سوسير ) التي تشكل بلاغة الخطاب الجديدة بوصفها نسقا من العلامات غير السببية كل شيء فيه علاقة وتخالف. ومن ثم تشكلت فكرة التوليد البلاغي التي تقوم على أن للكلمات قدرة - مهما جمدت معاني الألفاظ في المعاجم - على خلق معان جديدة ، لتصبح اللفظة عنده سياقية.

ثم يتحدث عن التداولية اللغوية التي من شأنها تقريب المرء من الوصف النحوي للنصوص. علما بأن التداولية ذات طبيعة ( عبر تخصصية ) أي تغذيه جملة من العلوم أهمها: الفلسفة، وعلم النفس، وعلم اللغة، والاجتماع.

الفصل الثاني: علم النفس ( )

يتقاطع علم النص مع علم النفس، ذلك أن علم النفس يشرح طبيعة العمليات اللغوية وآليات إنتاجها وتلقيها، كل ذلك يمثل تأسيسا علميا لبحث المتغيرات التي أدت إلى نشوء البلاغة الجديدة وعلم النص.

ومن الأمور التي تتميز في هذا القسم حديثه عن مبدأ التداعي النفسي الذي يشرح عددا من عمليات التحليل البلاغي . وما يهمنا منها هو التداعيات التجاورية والتشابهية على مستوى المعنى التي تحدد الكناية والاستعارة. ومن ذلك دراستهم لفكرة التحول التي هي اسم آخر للاستعارة حيث قاموا بدراسة هذه التحولات وأعراضها.

الفصل الثالث: علم الجمال ( )

إن التأملات الفلسفية في الظواهر الأدبية ، وعلاقتها بالفنون الأخرى هي التي أدت إلى مولد علم الجمال. وفي علم الجمال ليس هناك شكل مجازي ، وكل شيء حقيقة؛ ومن هنا يوجد الجمال ؛ إذ إن الجمال ليس سوى القيمة المحددة للتعبير، ومن ثم فإن العبارة المجازية إن كانت جميلة فلا بد أن تكون حقيقة.

وعلاقة علم الجمال ببلاغة الخطاب أن علم الجمال هو الذي أسس نظريات مثل: القراءة والتلقي المساندة لبلاغة الخطاب مما يقدم دعامة فلسفية تقترن بالبحوث النصية المحددة للغة الأدب في مستوياتها المتعددة.

الفصل الرابع: الشعرية ( )

من أبرز نتائج الجمالية الرومانسية لنظرية الشعرية هي القول بوحدة الشكل والمضمون، بامتزاج المادي والروحي لتأكيد وحدة الأضداد. ونجد مثلا ، أن مختلف الأشكال البلاغية تقوم بوظيفة العضو الذي يخدم العمل الفني سواء أكان شعرا أم نثرا. وكيفية الدلالة الفنية إنما هي تأويل العام والخاص، مما يحيلنا إلى علاقة الدال والمدلول ، فالشعر لا يدمر اللغة العادية إلا لكي يعيد بناءها على مستوى أعلى. فيتم فك البنية التي يقوم بها الشكل البلاغي لتحدث عملية إعادة بنية أخرى في نظام جديد ، وبجمع هاتين البنيتين نصل إلى نظرية للأشكال البلاغية.

الباب الثاني: بلاغة الخطاب
الفصل الأول: الاتجاهات الجديدة ( )

يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن البلاغة الجديدة وأنها وجدت عام 1958م في كتاب ( بيريلمان) ( مقال في البرهان : البلاغة الجديدة). ثم يتحدث عن أنماط واتجاهات من البلاغة من مثل :
1- بلاغة البرهان ذات الطابع العقلي المنطقي وعلاقتها بالخطاب أن الخطاب نتيجة لواقع، ومن خلال مجموعة التقنيات التي تؤدي إلى تفادي إثارة الانفصام بين الشكل والمضمون، وتضمن عدم إمكانيته.
2- البلاغة البنيوية العامة: يتميز بعدد من السمات أهمها:
قطيعته مع التقاليد البلاغية القديمة، وغلبة الطابع اللاتاريخي عليه، وارتباطه بالتجربة الشكلية ، واتخاذ مبادئها وسيلة لإضفاء الطابع العلمي.ويعد علم الدلالة البنيوي من أهم الأساليب التي توصلت إليها البلاغة البنيوية لتعد ثورة على الأشكال البلاغية القديمة من استعارة وكناية ومجاز . . . إلخ.
3- التحليل التداولي للخطاب:
تحدد علاقة البلاغة بالتداولية من خلال تعريف مجال كل منهما ، فالبلاغة تداولية لأنها ممارسة الاتصال بين المتكلم والسامع بحيث يحلان إشكالية علاقتهما. وما يهم بالتحليل التداولي هو الخطاب وفاعله. فالخطاب - تبعا لذلك - نمط من الإنتاج الدال كان يسمى البلاغة من قبل، وهو الآن بما تراه من تحول معرفي أسهمت فيه البحوث السيميولوجية يسمى علم النص.

الفصل الثاني: من القاعدة إلى الظاهرة ( )

يتحدث صلاح فضل عن انتقال البلاغة من المعيارية إلى الوصفية وأن ذلك لا يتتبع النموذج العلمي المعترف به في الدراسات الإنسانية فحسب، وإنما يتبع أيضا نوعا من الضرورة المعرفية التي تتسق مع طبيعة التحول.




الباب الثالث: الأشكال البلاغية
الفصل الأول: بنية الشكل البلاغي ( )

تعمد الإجراءات التي تتخذها بلاغة الخطاب ويتبناها علم النص إلى تجديد المصطلحات المتداولة في التحليل مع الإشارة إلى علاقتها بالمصطلحات السابقة، ويهتم هنا بمفهوم البنية ؛ فالمجاز دال له مدلولان: أحدهما أولي. والثاني، مجازي. والشكل البلاغي يفترض مدلولا يمكن أن يشار إليه بدالين أحدهما حقيقي والآخر تصويري. وعند البلاغيين الجدد أن الاستعارة هي الشكل البلاغي (الأم) الذي تتفرع منه وتقاس عليه بقية الأشكال حتى أطلق بعضهم على هذا الاتجاه البنيوي في التحليل البلاغي للخطاب اسم البلاغة المختصرة؛ لاقتصارها على الاستعارة باعتبارها بؤرة للمجاز.


الفصل الثاني: إعادة رسم الخرائط ( )

يعنى بالخرائط منظومة الأبنية البلاغية الصالحة لتغطية الأبنية النصية، ورصد أشكالها بما يشمل فضاءها الإبداعي ؛ فبلاغة الخطاب التي تنحو إلى تكوين علم النص لا تستطيع الاعتماد على الخرائط القديمة. ومن الأشكال الجديدة التي تدعو إليها البلاغة الجديدة: الصورة، والرمز، والتخييل.

ويقيم صلاح فضل علاقة بين علم الأسلوب والبلاغة الجديدة فهما يتكاملان ويستقل كل منهما بميدانه، فالأسلوبية تركز على المجال التطبيقي المحدد، والبلاغة على الجانب النظري المجرد ، ثم تنحل هذه العلاقة في مستوى أشمل هو علم النص.

الباب الرابع : نحو علم النص
الفصل الأول: النص وعلمه ( )

يعد النص جهازا عبر لغوي يعيد توزيع نظام اللغة بكشف العلاقة بين الكلمات التواصلية مشيرا إلى بيانات مباشرة تربطها بأنماط مختلفة من الأقوال السابقة والمتزامنة معها. وهكذا فإن النص يمثل عملية إنتاجية عن طريق تفكيك اللغة وإعادة بنائها ، ويمثل عملية استبدال من نصوص أخرى، أي تناص.

وهناك سمة أساسية أخرى للنص الأدبي شغلت الباحثين البنيويين ومن يهتم من التفكيكيين بالأدب، وهي علاقة النص بالكتابة، وارتباطهما معا بمصطلح الخطاب، بحيث يعد الخطاب من هذا المنظور حالة وسيطة تقوم ما بين اللغة والكلام. وهذه السمة ذات أهمية خاصة في عمليات الفهم والتأويل؛ أي في عمليات إنتاج النصوص وإعادة إنتاجها مرة أخرى.

الفصل الثاني : علم النص ( )

إن تحول البلاغة الجديدة في الواقع إلى علم النص يرتبط بمدى قدرة البلاغة في الثقافات المختلفة على إبداع نموذج جديد لتكوين الخطاب بكل أنماطه. دون الاقتصار على نوع واحد منه، كما كانت تفعل البلاغة القديمة. فهناك من يعيد قراءة البلاغة ليجعل منها علما وصفيا بحتا، في مقابل اتجاه آخر يعيد قراءتها ليقيم منها علما توليديا يبحث في كيفية الإنتاج الخلاق للنصوص؛ مما يفضي بها عندئذ إلى أن تصب في علم النص.

الفصل الثالث: الأبنية النصية ( )

تتحدد قواعد الوصول للأبنية الكبرى للنصوص ـ كما يشرحها فان ديجك مؤسس علم النص ـ بالقواعد التالية:
1- الحذف 2- الاختيار 3- التعميم 4- التركيب أو البناء.

الباب الخامس: تحليل النص السردي
الفصل الأول: بلاغة السرد ( )

لا يوجد فن أدبي إلا إذا أظهرت الكلمات انحرافا ما عن الطريقة المباشرة غير الحساسة في التعبير عن الفكر وعندما تمثل هذه الانحرافات عالما من العلاقات، يختلف عن العالم العملي، عندئذ يستطيع الشاعر أن يمسك بشذرات من هذا العالم الفطري، فينميها ويحولها إلى أدب نستطيع من خلاله أن نحلل جماليات سرده.


الفصل الثاني: أساليب السرد وأنماطه ( )

تتعدد أنماط المقاربة الأسلوبية للكلمة الروائية ، أو للخطاب الروائي لتتخذ خمسة أشكال هي:
1- تحليل أدوار المؤلف في الرواية 2- وصف ألسني محايد للغة الرواية.
3- تحليل لغة الرواية لإبراز فردية المؤلف 4- الرواية جنس بلاغي يدرس.
5- اختيار العناصر المميزة لاتجاهات الراوي الفنية.
ولهذا، فإن التحليل التقني لأنماط السرد يصبح مدخلا مهما لاستكشاف الأساليب وتوضيح الأنماط السردية.

الفصل الثالث: سيميولوجيا النص السردي ( )

أفضت البحوث في الأبنية السردية إلى تصورات جديدة عن هذه الأبنية وتقنياتها التحليلية، حيث برز الطابع الدلالي الإشاري لها ؛ ولم تعد تقف عند سطح النص وتجري على عينات منه بدلا من تناول النص بأكمله، وذلك على أساس أن بنية السرد مستقلة عن الوسائل اللغوية التي تقدمها.




× إضاءات نقدية في كتاب " بلاغة الخطاب وعلم النص"

ـ منهجية البحث ومنهج المؤلف:

للناظر في كتاب (بلاغة النص) إمعان في أسلوب الكاتب منهجا ونهجا. أما عن منهج المؤلف؛ فقد اتبع المنهج الوصفي الذي يقف على النظرية ويصفها دون أن يحكم عليها ويحاكمها. وخالط هذا المنهج منهجا آخر هو المنهج التاريخي الذي أرى أنه أثقل الكتاب بحمل زائد من الأبواب التي كان يمكن الاستغناء عنها؛ فالكتاب بعنوان (بلاغة الخطاب وعلم النص) يتركز في البابين الأخيرين من الكتاب ـ وهما نحو علم النص، وتحليل النص السردي ـ ، وبعض الفصول من الباب الثاني والثالث. وما دون ذلك هو بمثابة تمهيد تاريخي يمكن الاستغناء عن كثير منه ليشذب الكتاب ويرتب؛ فكتاب (بلاغة الخطاب وعلم النص) الذي بين يدينا هو كالشجرة اليانعة المثمرة التي لم يشذبها صاحبها ، فأصبح منال تلك الثمرات صعبا؛ ذلك أننا لو نظرنا في البابين الأخيرين من الكتاب ـ أيضا ـ لوجدنا تتبعا تاريخيا يمكن الاستغناء عنه ؛ فنأخذ البلاغة في طورها الأخير دون النظر لمراحلها التي قد يبدأها الكاتب ـ أحيانا ـ من القرن السادس عشر.

أما عن النهج الذي سار عليه في تقسيم الكتاب فقد بدا صلاح فضل متأثرا بالبلاغة الجديدة التي نظّر لعمليات تحولها؛ فتقسيمه بنيوي إذ انطلق من بنية (البلاغة الجديدة) وأخذ كل علم يمكن أن يتصل بها من قريب أو من بعيد. وهذا يقودنا إلى أمر كان ينبغي تأخيره ولكن السياق دعا لوجوده هنا، ألا وهو محاولته تطبيق الخطاب وعلم النص على جلّ الفنون الأدبية وغير الأدبية، وهذا أمر محال؛ فالبلاغة الجديدة التي تحدث عنها هي بلاغة مستوردة أخذ تعاليمها من الغربيين ولا سيما الشكلانيون الروس، وقد لا تلاؤم ـ كثيرا من الأحيان ـ عددا من الفنون الأدبية العربية.

ـ نظرات في الكتاب :

لا يمكن لمن يقرأ كتاب ( بلاغة الخطاب وعلم النص) إلا أن يجل فاعله صلاح فضل لهذا الزخم الهائل من المعلومات التي يقدمها لقارئه فيرعاه كأنه ولد له. ولا مندوحة هنا من تقديم الإجلال والشكر للباحث صلاح فضل الذي بدا جهده واضحا في ثنايا هذا الكتاب الذي ابتدأه بتقديم تحدث فيه عن بلاغة الخطاب وعلم النص باقتضاب ، وما تفعله البلاغة الجديدة من إيقاد أسئلة لدى الباحثين العرب يجيب عنها الكتاب.وبعد التقديم بدأ بمناقشة أبوابه الخمسة ، ومن ثم ختم كتابه بعدد من المصادر العربية والمصادر المترجمة والمصادر الأجنبية التي تراوحت بين الإنجليزية والإسبانية.

ولكن تبقى في الخاطر بعض الملاحظات التي يجب أن تقال، ومن شأنها أن تثري الكتاب لا أن تقلل من شأنه. وحري بي أن أجمل هذه الملاحظات على هيئة نقاط لتكون أثبت في الذهن وأعلق، وهذه النقاط هي:


1- الكتاب متسع جدا، والأطر النظرية فيه واسعة أيضا مما يسبب إرباك القارئ.

2- الأطر التمهيدية متسعة البحث كان ينبغي التخفيف منها.


3- اعتمد الكاتب على البلاغة الجديدة في إنشاء أقواله معظمها وتناسى الحديث عن بلاغة عربية حديثة التي من شأنها أن تأخذ من البلاغة العربية القديمة وتطورها بما يتناسب والمفاهيم البلاغية الغربية الحديثة، لا أن نقف مع إيجاد نظرية بلاغية جديدة تحاول هدم مفاهيم كثيرة من البلاغة العربية القديمة.

4- عدم استخدام نصوص كاملة للتطبيق والتحليل، وإنما اختار الباحث مقطعات بسيطة سردها الكاتب دون تحليلها وربطها بالجانب النظري.